يمثلُّ التوحيدُ القاعدةَ والركن الأساس في كلِ ما يتصلُ ببناء وصياغة منظومة التفكير الإسلامي، والرؤية الكونيّة الإسلاميّة للكون والوجود والحياة؛ بما يعني أنّه مدخلٌ تمهيديٌ، وممرٌ إجباريٌ لوعي وإدراك حقيقة الأيديولوجيّة والرؤية الإسلاميّة للحياة والعالم ككل.
ولا شكّ أنَّ هذه "الفكرة-العقيدة" لا تختصّ بالإسلام بل هي جوهريّة في كل الأديان السماويّة؛ ولكنّ ما يميّز التوحيد في الإسلام أنّه جرى التركيز عليه بشدّة، وبيان معناه، ومراتبه ودرجاته، في النص المقدس، مع شرحه وتفسيره والتأكيد عليه في روايات وأحاديث الرسول الكريم(ص) وأهل بيته الطاهرين(ع). كما أنّه شَغَلَ أوساط الفلاسفة والحكماء والمتكلمين المسلمين على مديات زمنية طويلة.
في هذا الكتاب ألقينا الضّوءَ على عقيدة التوحيد وفقاً للرؤية الإسلاميّة، مع تفرّعاتها ومتعلّقاتها الفلسفيّة والكلاميّة والعرفانيّة والغيبيّة، وسُبُل معرفة الله، وبراهينِ واجب الوجود، وإشكاليات وعي هذه العقيدة في حركة الواقع الإسلامي.
اضافةتعليق