صدمة في تونس؛ تبعات اغتيال السيّد حسن نصر الله

شارك الموضوع :

صدمة في تونس؛ تبعات اغتيال السيّد حسن نصر الله


صُدِم الشارع السياسيّ في تونس بخبر استهداف حياة السيّد حسن نصر الله، الأمين العامّ لحزب الله اللبنانيّ، ومجموعة من رفاقه من القادة العسكريّين. ونَظّمَت أحزاب سياسيّة، منها: «التيّار الشعبيّ» و«حزب الوطنيّين الديمقراطيّين الاشتراكيّ»، فعاليات شعبيّة مسانِدة للمقاومة في فلسطين ولبنان، وساهمَت جمعيّات حقوقيّة ومنظّمات، منها: «الشبكة التونسيّة للتصدّي للتطبيع» و«الرابطة التونسيّة للتسامح»، فنَظّمَت سلسلة وقفات احتجاجيّة وسط العاصمة، وبالتحديد أمام سفارة الولايات المتّحدة الأميركيّة. وكذا نَظّمَت الفعاليات السياسيّة والشعبيّة احتجاجات في مدن أخرى شجباً للعمليّة الغادرة، وتنديدًا بالممارسات الإرهابيّة للاحتلال «الإسرائيليّ». ورفع المحتجّون شعارات مناصرة لحزب الله، ورفع الحضور شعارات مندِّدة بالنفوذ الأميركيّ في المنطقة وممارساته.

ومن جانبه، دعا المكتب التنفيذيّ للاتّحاد العامّ التونسيّ للشغل، الجماهيرَ في تونس والوطن العربيّ والعالم، للخروج إلى الشوارع، تنديدًا بجريمة اغتيال السيّد نصر الله، تأكيدًا على استمرار دعم المقاومة في مواجهة جرائم الاحتلال الصهيونيّ. ونعى الاتّحاد العامّ التونسيّ للشغل في بيانه، السيّد نصر الله، واصفًا عمليّة اغتياله بـ«العمليّة الجبانة» التي تمَّت بـ«دعمٍ أمريكيّ صهيونيّ ورجعيّ عربيّ، وجاءت بعد سلسلة من الغارات الإسرائيليّة على عدد من المناطق في لبنان، أَوْدَت بحياة أكثر من 1600 شهيد، ومئات الجرحى»، وقدّر البيان أنّ هذه «الجريمة النكراء» تكشف عن تخبُّط المحتلّ وهزيمته أمام صمود المقاومة، وأنّها لن تزيد المجاهدين والأحرار والمقاومة إلّا قوّة وصمودًا وتوهُّجًا للتصدّي للمشروع الصهيونيّ القائم على اغتيال القيادات، والانتصار على حرب الإبادة التي تستهدف الشعب الفلسطينيّ، عادًّا حزبَ الله أحدَ أهمّ فصائل المقاومة ضدّ الكيان الصهيونيّ في معركة الإسناد، دعمًا لفلسطين وغزّة والشعب الفلسطينيّ، الذي يتعرّض إلى حرب إبادة. وخلص البيان إلى أنّ جرائم الاغتيالات لرموز المقاومة لن تزيد إلّا التمسّك بخيار المقاومة، ومواصلة النضال من أجل حقّ الشعب الفلسطينيّ المشروع في تقرير مصيره، واسترجاع أرضه المسلوبة.

وبدورها، ندَّدَت «حركة النهضة» -أكبر الأحزاب السياسيّة الإسلاميّة في البلاد- بـما أسمَتها «الجريمة النكراء التي تجسّد أعتى أشكال الإرهاب والعدوان، وتمثّل اعتداءً صارخًا على سيادة دولة لبنان الشقيق، وعلى أمنه وسلامة ترابه. وتؤكّد، مرّة أخرى، الطبيعة الإرهابيّة للكيان الصهيونيّ، ولامبالاته بالمواثيق والأعراف الدوليّة، وانتهاكاته المتكرّرة للقرارات والاتّفاقيات الأمميّة». وأعربَت الحركة في بيانها، السبت، عن مواساتها لـ«الشعب اللبنانيّ، ولقيادات حزب الله وأعضائه، وللمقاومة الباسلة في لبنان وفلسطين، ولعائلات الشهداء والمصابين»، مشيرةً إلى أنّ «ما قدّمَته غزّة من شهداء، وما تقدّمه لبنان وكلّ المقاومة في العالم، من تضحيات، لن يذهب هدرًا، وأنّ هذا الألم سيعقبه نصرٌ بإذن الله».

هذا وعبّرَت «حركة الشعب» عن تهنئتها للسيّد نصر الله «بهذه الشهادة التي أكرمه الله بها»، مؤكِّدة أنّ «هذه الجريمة البشعة لن تزيد معسكر المقاومة إلّا مزيدًا من التماسك والصلابة والإصرار على المضيّ في درب المواجهة المصيريّة مع العدوّ الصهيونيّ». وأضافت، في بيانِ على صفحتها على موقع فيسبوك: «إنّ مسيرةً مثل التي عاشها السيّد، لا يمكن أن تنتهي إلّا بالشهادة، ليكون في جوار الأنبياء والصدّيقين ومَن سبقه من الشهداء الأبرار».

ونعى «حزب التيّار الديموقراطيّ» السيّد نصر الله، مؤكِّدًا أنّ «النهج الوحيد لتحرير الأراضي الفلسطينيّة واللبنانيّة من الاحتلال الصهيونيّ الغاصب، هو الاستمرار في طريق المقاومة، وهو حقٌّ تكفله كلّ الشرائع السماويّة والمواثيق الدوليّة». هذا وأدان «سياسة اغتيال القيادات السياسيّة»، التي «تمثّل أعمالًا إرهابيّة جبانة موجبة للتتبّع الدوليّ، وتُضاف إلى القائمة الطويلة لجرائم الكيان الصهيونيّ في المنطقة منذ نشأته». ورأى البيان أنّ السيّد نصر الله «لم يكن أمينًا عامًّا لحزب الله فحسب، بل رمزًا من رموز المقاومة والتحدّي لقوى الاحتلال، وأنّ استشهاده سيُلهم أجيالًا، ولن يزيد المقاومة إلّا عزمًا وإصرارًا على تحرير الأراضي المحتلّة من براثن الاحتلال الصهيونيّ، وفرض حقّ الشعوب في تقرير مصيرها».

ورأى «حزب التيّار الشعبيّ» أنّ السيّد نصر الله كان «قائدًا استثنائيًّا في تاريخ جهاد أمّتنا الخالد، إذ كانت الشهادة أغلى أمانيه، وقد نالها (رضوان الله عليه) بعد رحلة جهاديّة خالدة». وأضاف البيان أنّ السيّد نصر الله كان «معلّمًا ونبراسًا لكلّ أحرار أمّتنا والإنسانيّة، ونعاهده على المضيّ في نهجه الخالد، دفاعًا عن الحقّ، وعن فلسطين، وعن الأمّة».

هذا وقد أُقِيمَت مجالس عزاء عدّة في مقرّات عدد من الأحزاب والمنظّمات، أبّن فيها المشاركون الأمين العامّ لحزب الله، وعبّروا عن حزنهم البالغ لغيابه، وهو الذي وقف صامدًا أمام الاحتلال الإسرائيليّ، وكبّده الهزيمة تلو الهزيمة.

اضافةتعليق


ذات صلة

الثلاثاء 01 تشرين الاول 2024
جميع الحقوق محفوظة © 2023, مركز براثا للدراسات والبحوث