هدفَ هذا البحث إلى تحليل الخطاب الاستشراقي تجاه شخصية السيدة فاطمة الزهراء (ع) كما وردت في كتب السِّيَر والتاريخ، مركِّزًا على إستراتيجيات الصمت والتشويه التي اتَّبعها عدد من المستشرقين في تمثيل صورتها. يستند البحث إلى فرضية أن المروِّيات التاريخية، لا سيما تلك التي كُتبت في ظل الهيمنة السياسية الأموية والعباسية، شكَّلت أرضية خصبة لإسقاطات استشراقية ذات طابع ثقافي وأيديولوجي. ويُظهر التحليل النقدي كيف تعامل المستشرقون مع الزهراء (ع) إمّا بتجاهل مكانتها، أو بإعادة تأويل سيرتها بما يتناسب مع تصوراتهم المسبقة عن الإسلام والمرأة والمقدَّس. كما يتتبَّع البحث أثرَ هذه الرؤية في صياغة خطابٍ استشراقي يُفرغ الشخصيةَ من بُعدها النَّبَوي، ليضعها في قوالبَ سياسية أو اجتماعية ضيقة. ويسعى هذا العمل إلى تقديم قراءة مغايرة تحرّر السردية من التحامل الثقافي، وتُعيد الاعتبار لصوت الزهراء (ع) كصوتٍ محوري في مرحلة ما بعد النبوة.
اضافةتعليق