«الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» قضيّة محوريّة في الاجتماع الدينيّ في ضوء الرؤية القرآنيّة، تهدف إلى خلق بيئة اجتماعيّة تعمل على خطَّين: الأوّل: التحفيز على بناء الإنسان الصالح، والثاني: إيجاد مناخ يفقد فيه الإنسان الفاسد الشعور بالراحة النفسيّة في ممارسة فساده. وأهمّ إشكاليّة تواجهها هذه القضيّة، هي أنّها تتعارض مع حقّ الإنسان في الحرّيّة الفرديّة -إن شاء فعل، وإن شاء ترك- لاستدعائها التدخّل في شؤون الآخرين وخياراتهم الحياتيّة، في الفعل والترك. إلّا أنّ هذه الإشكاليّة غفلَت عن أنّ الإنسان ليس مستقلًّا بالموجوديّة، بل هو مخلوق ومملوك لله -تعالى-، فينبغي أن تتحرّك إرادة الإنسان في دائرة الإرادة الإلهيّة، والله -تعالى- قد منح المؤمنين حقّ التدخّل في تقييد حرّيّة الأفراد، بما يضمن الحفاظ على المناخ الإيمانيّ والروحيّ والخُلُقيّ للمجتمع.
اضافةتعليق