جُذُورُ العُنصُرِيَّةِ الثَّقَافِيَّةِ الغَربِيَّةِ

شارك الموضوع :

يَرتبط الحُضور الثَّقافيُّ الغربيُّ بالتَّفوق والنَّمذجة الكَونيَّة، الَّتي تُصنّفه كعتبة تاريخيَّة تتجاوز جُلَّ الحضارات السَّابقة، غطَّى هذا الحضور على إمكانيَّة تحقيق تلاقٍ بين ثقافات مُختلفة، قد تحوز على نفس المرتبة التَّصنيفيَّة في المسار التَّاريخي الَّتي يتم تأطير النَّموذج الغربّي وفقها، ممَّا أكسب المركزيَّة الغربيَّة رداءَ العُنصريَّة الثَّقافيَّة، الَّتي تستمدُّ جذورها من الاعتقاد بالتَّفوُّق النَّاتج عن: الطَّابع الأوروبّي والعقيدة المسيحيَّة والسَّلف الإغريقي.

 يُؤسّس هذا التَّصور العُنصريُّ في بِنية الثَّقافة الغربيَّة والأيديولوجيا الأوروبيَّة -الَّتي انكشفت خلال النَّهضة ولا زالت ممتدَّة إلى يومنا هذا- لإبداع سرديَّةٍ غربيَّةٍ، تنتعش على الاستمراريَّة والامتداد التَّاريخي من اليُونان القديمة، مرورًا بروما إلى القُرون الوُسطى، وصولًا إلى النيوكولونياليَّة المُعاصرة (الاستعمار الجديد - Neocolonialism)، الأمرُ الَّذي يقطع الصّلة بالتَّأثيرات الثَّقافيَّة الأُخرى. وبالتَّالي، نُصبح أمام طرف مُعاكس لهذا الغرب وهو الشَّرق، ونتيجة هذا التَّقابُل يحوز الشَّرق على الصّفات الدُّنيا واللا عقلانيَّة المُعاكسة للغرب، ممَّا يمنح أحقيَّة التَّفوُّق الثَّقافيَّ للغرب، كُلُّ هذا أوجد أُحاديَّةً ثقافيَّةً، تتغذَّى على العُنصريَّة وإقصاء المُختلف بدعوى التَّخلُّف. 


اضافةتعليق


جميع الحقوق محفوظة © 2023, مركز براثا للدراسات والبحوث