لا يستوعب الاشتغال على القرآن الكريم خطاب عبد المجيد الشرفي على نحو ما نجده لدى حداثيين آخرين، بل إنه يحاول العمل علة مساحة أوسع تشمل الإسلام في نصوصه التأسيسية عامة؛ وهو لذلك سيقدّم قراءة تأويلية للقرآن هي مجرد أداة وظيفية داخل مشروع أشمل يتحدّث عن قراءة حداثية للإسلام، يقول إنه أملاها تغيّر وضعية الدين في العالم الحديث، وبات فيها موضوعًا للدراسة والتفسير، وليس مفسِّرًا للظواهر الطبيعية والاجتماعية كما يقدم نفسه.جاءت قراءة الشرقي في سياق موجة القراءات الحداثية التي تتفق في إقصاء السنة النبوية، وتطبيق مناهج التاريخانية والتفكيك في تفسير القرآن، ما أنتج انسلاخًا يكاد يكون كاملا عن المنظومة الإسلامية برمتها في الجوانب النظرية والعملية معًا. وهو ما يدعو إلى استعادة هذه القراءة، ليس من أجل الكشف عن معالمها فحسب، وإنما أيضا من أجل نقدها، وإبراز مفارقاتها وثقوبها وتناقضاتها.
اضافةتعليق