الحداثيون والتُّراث والبصمة الاستشراقية

شارك الموضوع :

فرضَت جدليّةُ التُّراث والحداثة نفسَها في العالم العربي، منذ عقود، موضوعًا حارًّا ومُثيرًا وشائكًا، بسبب حساسيته وتعلُّقه بجوانب عميقة في معتقدات الناس وثقافتهم، وارتباطه المفصلي بهموم التحرُّر والنُّهوض أمامَ واقعٍ عربيٍّ يُعاني في وقت واحد من الاستبداد متعدِّدِ الجهاتِ في الدّاخل، والتّبعية للقوى المُهيمِنة في الخارج. وإذا كان التُّراثُ يتضمَّن اتِّجاهاتٍ مُتباينةً، في فَهم نصوص الوحي، فإنَّه من المُتوقَّع ظهورُ قراءاتٍ مُتعدِّدة لهذا التُّراث قد تصل إلى حدِّ الصِّدام.

يُميِّزُ الكتابُ، في سياق قراءته النَّقدية لكتابات الحداثيِّين، بينَ خمسةِ مَواقفَ حداثية من التُّراث العربي، وهي الأيديولوجي والتَّفكيكي والتأويلي والانتقائي والتَّلفيقي. ويُرجِعُ جذورَ كلِّ هذه المَواقف، التي تتَّفق في نظرتها السَّلبية إلى التُّراث برُمّتِه، إلى مواقف المُستشرقينَ، التي أخذها عنهم الحداثيُّونَ وأخرجوها بأثوابٍ جديدة. 


اضافةتعليق


ذات صلة

الأربعاء 30 تشرين الاول 2024
مركز براثا للدراسات والبحوث هو مركز بحثي مستقل غير ربحي، مركزه في بيروت.
جميع الحقوق محفوظة © 2023, مركز براثا للدراسات والبحوث