المُعَوِّقونَ في القُرآنِ الكَريم

شارك الموضوع :

يتناولُ هذا الكتابُ الأوساطَ والتَّوجُّهات والمُمارَساتِ والأفكارَ، التي تُسهمُ في إعاقةِ الموكِبِ الإيمانيِّ السّائرِ، في رحلتِهِ التي اختَطَّها له الشَّرعُ، نحو الكَمالِ وأداءِ الواجِبِ ورسالةِ الوجودِ، تحتَ عنوانِ: "المُعوِّقونَ في القرآن الكريم: العَوائقُ الدّاخليّةُ في مَسيرةِ الإيمانِ والتّاريخ"، ويَستنِدُ إلى قراءةٍ تأويليّةٍ–قرآنيّةٍ عَميقةٍ لمَفهومِ "المُعوِّقينَ"، كما وردَ في سياقاتٍ مُتعدِّدةٍ من النَّص القرآنيِّ، مُتجاوِزًا الفَهمَ الظاهري الذي يَربط المُعوِّقينَ بالكسلِ أو الجُبنِ، إلى رُؤيةٍ تَربويّةٍ–رَمزيّةٍ تكشفُ أنَّ "المُعوِّقَ" يأخُذُ أشكالًا مُتنوِّعةً، ظاهرةً وخَفيّةً، وحِسِّيّةً ومَعنَويّةً، وخارجيّةً وداخليّةً، فقد يكونُ موجودًا خارجيًّا مَحسوسًا، وقد يكون بُنية داخليّةً، أو سياقًا اجتماعيًّا، أو مَنظومةً ثقافيّةً ناعمةً، والجامعُ لهذه الأشكالِ المتنوِّعةِ أنَّها تُضعف الإرادةَ، وتُعطِّلُ الفعلَ الرِّساليَّ.

ويُسَلِّطُ الكتاب الضَّوءَ على أدواتِ التَّعويقِ في العالَمِ المُعاصرِ، من الإعلامِ إلى الاستهلاكِ، التي يُقابِلُها القُرآنُ الكريمُ بخطابٍ تَحصينيٍّ، يُربِّي الوَعيَ المُقاوِمَ، ويُحرِّرُ الإرادةَ من التَّشويش؛ ليَخرُجَ برُؤيةٍ شاملةٍ تُحوِّلُ هذا المَفهومَ المُهمَلَ –المُعوِّقينَ– إلى مفتاحٍ لفَهمِ كثيرٍ من العَوائقِ التي تُصيبُ الأفرادَ والمُجتمعاتِ، دونَ أن تُسمَّى باسمِها الحَقيقيّ.


اضافةتعليق


جميع الحقوق محفوظة © 2023, مركز براثا للدراسات والبحوث