أين المُجتَمَعات الإسلامية المُناوئة للعدو الصهيونيّ؟!

شارك الموضوع :

أين المُجتَمَعات الإسلامية المُناوئة للعدو الصهيونيّ؟!


أعجب ما يعجب له المؤمن أن تتناقل المجتمعات المتدينة الإسلامية ثقافة العدو الحاقد الذي يزرع الأحقاد ويعيش على الفتن المذهبية التي أشعلها زمنا حتى دمر منا حتى الفكر وشوه الدين ومسخ العقيدة...

ثم تتناسى هذه المجتمعات عدوها الحاقد المجرم الذي عادى الله وأنبياء الله وقتل المرسلين والصالحين عبر التاريخ حتى استحق أن يذكره الله سبحانه في كتابه عشرات المرات... لكن الأمة تستجيب لغير قرآنها ولغير فكرها ولغير الحقائق التاريخية التي لم يختلف عليها اثنان بتبريرات حديثة مستمدة من قنوات صهيونية ناطقة بالعربية تزور الحقائق وتغير التاريخ وتقلب المنطق العقلاني رأسا على عقب...

هل يختلف عاقلان في أن أكثر المجتمعات خدمة للعدو الصهيوني هي تلك التي تصنع العداوات وتطلق نيران الكراهية والجهل على بعضها، ثم تتلهى بالمشاحنات التي يبثها عدوُّها الذي يتنعَّم بخلافاتها وصراعاتها وقتالها نيابة عنه، ينتظر اللحظة الحاسمة التي تفقد فيها قوتها ووعيها لينقض عليها انقضاض الذئب الجائع على الفريسة المنهكة...؟!

فكيف إذا كان لهذا العدو عملاء أو وسطاء في بلادنا الإسلامية يؤدون لهذا العدو خدماتهم ويبيعونه ما يريد حتى الأوطان والعروبة والدين والمواقف والشعوب والدماء والأشلاء...؟!

ثم كيف إذا كان لهذا العدو عملاء يؤدون عنه المهام السوداء، ويزرعون الأحقاد العمياء، ويشوهون الأرض والفضاء، ويستغلون كل قواهم وإمكاناتهم في سبيل الاستيلاء على الأجيال من خلال وسائل إعلامية وتواصل اجتماعي تسهم في تسليم المجتمعات والأجيال إلى العدو عن طريق تمرير كل طروحاته المنحرفة...

هنا نسأل ونتساءل بصوت مرتفع: أين هي المجتمعات الإسلامية المناوئة للعدو الصهيوني في عالمنا العربي والإسلامي؟!

أين هي المجتمعات الإسلامية المتدينة التي اخترقت حواجز الخوف وأطلقت على العدو رصاصة بعد أن أطق على أبناء قومها أطنانا من اللهب والقتل والدماء، وحصد آلافا من القتلى والجرحى ولما يُشْبِعْ نَهَمَه؟!

غالبية المجتمعات العربية والإسلامية كما يعلم أبناء الأرض قاطبة لا علاقة لهم بما يحصل لأهل فلسطين من تدمير ممنهج لمدن أهلها وتهجير قسري للناس وجرائم التطهير العنصري الذي يندى له جبين بشرية متآمرة على البلدان الضعيفة... وهو الذي طالما كذب على الشعوب بالحرية والحقوق المدنية والحق في تقرير المصير...

هذا العالم اليوم بشرقه وغربه يسمح لأهل فلسطين المقاومين ولأبناء جنوب لبنان والبقاع المجاهدين بأن يختاروا التهجير وتدمير المنازل والقرى عن بكرة أبيها والموت والاستسلام للمشاريع الصهيونية التي لاقت قبولا بل دعما غربيا وشرقيا غير مسبوق على كافة الصعد الدبلوماسية والسياسية والعسكرية والاقتصادية... ولا يترك لهم خيارا ثانيا، لأن رفض الذل والسير قدما على طريق المقاومة والمواجهة حتى الموت هو الخيار الثاني... ولقد اختار الشرفاء المواجهة والموت أعزة في ساحات الوغى والشهامة والنخوة... بذلوا دماءهم وأبناءهم وأرواحهم رخيصة لتعيش الأجيال الصاعدة حياة العزة والكرامة، وتسير سير العظماء ليكتب التاريخ أن أبناء جبل عامل والبقاع وبعلبك وكل القرى الصامد أهلها كانوا ولا يزالون تلك الشوكة القاتلة في حلق كل مستعمر وغاز ومجرم وخائن...

من السهل أن ينتقد الإنسان غيره ممن يجاهدون نيابة عنه وعن الأمة العربية والإسلامية بل عن الإنسانية النائمة أو المتآمرة، ثم هو غافٍ بين أحضان الخوف والرعب والحقد وترداد ما يريده منه عدوه من خطاب فتنوي مذهبي يسيء إلى المجاهدين السنة بحجة أنهم "إخوان مسلمون" يم يسيء إلى المجاهدين "الشيعة" بحجة أن مارقون من الدين ويكفرون السنة ويهددون وجودهم وكيانهم... ولا يخفى على أحد أن هؤلاء الشيعة وحدهم هم الذين وقفوا وقفة رجولة ونخوة وإباء وبذل حتى للأرواح والدماء مدافعين منافحين عن إخوانهم السنة في فلسطين المحتلة وغزة المحاصرة التي يباد شعبها يوميا على مرأى الإنسانية والعالم الإسلامي السُّنِّيِّ الذي لا يحرك ساكنا، لا بل يقف مع هذا العدو وإلى جانبه فيساعده ويمده بكل الإمكانات ويفك عنه الحصار البحري بالإمدادت البرية... وما سفينة الإمدادات الألمانية بالمواد المتفجرة التي لم تقبل معظم الدول الغربية رسوها على شواطئها ما خلا بلد عربي مسلم رحب بالسفينة وبحمولاتها وبأهدافها وسهل عمليات نقل ما فيها من آلة قتل لا ترحم... ولم يقف شعبه ولا محطات إعلامه ولا أبواقه لحظة في وجه زعيمهم الذي يقتل إخوانهم وأقرباءهم وذويهم بوحشية لا توصف...

عام مضى ولا تزال الإنسانية وأمة الإسلام تنتقد...، ولكن من يقاتل العدو الصهيوني بحسب إمكاناته فيبذل روحه رخيصة ويُقتَلُ دفاعا عن حرمة الأمة ووجودها...

لكنهذه الأمة لا تحرك ساكنا ولا توجِّه سِهامَها نحو من يدعم بني صهيون من الدول الغربية التي جمعت قواها وكل إمكاناتها في سبيل القضاء على من يرفع حجرا في وجه الكيان الصهيوني هذا العدو الغاشم الذي يعد العدة لإعلان دولته الكبرى مرتكبا المجازر بحق كل الشعوب التي ستقف في وجهه...

لنتعلم مما يفعله العدو بمن يقف في وجهه، فغدا ستكون معركتنا معه ولن نجد من يقف إلى جانبنا من صهاينة العرب لأنهم سيقدمون له أشلاءنا مكافأة متواضعة كما يقدمونها اليوم في فلسطين ولبنان... وكما يقدمون الأموال للجبناء وللمتخاذلين وللعملاء ولطائفة من المعمَّمين الذين لا همَّ لهم إلا إشعال نيران الفتن وإطلاق النار على من يقاوم العدو الصهيوني بعد أن باعوا دينهم بعرض من الدنيا...

نعم لن يجد أحرار السنة في العالم الإسلامي من يقف إلى جانبهم ومعهم في مواجهتهم بني صهيون إلا إخوانهم الشيعة، شيعة علي والحسن والحسين وأتباع العترة الطاهرة الذين أعلنوا أنهم لا يقفون إلا مع الخق، وأنهم لا يمكن أن يصافحوا هذا العدو ولا يمكن أن يكونوا في دائرة وحشيته مطبعين أو متعاونين أو متنازلين عن مساندة المجاهدين من إخوانهم السُّنَّة ضد الظلم الفرعوني اليزيدي النازي المشين... تماما كما ساندوا أهل السُّنَّة في فلسطين.

الحمد لله على نعمة الإسلام الحق الذي لا يمكن أن يكون أتباعه مع بني صهيون الذين طالما حدثنا عنهم كتاب الله وأرشدنا إلى وعديه اللذين أطلقهما في وجه قتلةِ الأنبياء والمعتدين على كلِّ الحرمات... وإلى طبيعة نهاية هذا الكيان المجرم الذي ستكون عاقبته وخيمة مهما علا في الأرض...

نحن اليوم نشهد مجازر عدونا بإخواننا وغدا سيشاهد العالم مجازر عدونا بنا إن لم نستفق ونتحد مع كل المجاهدين والمقاومين...

فالله الله في المؤمنين الصادقين الداعين إلى وحدة الأمة ضد عدوها المجرم...




اضافةتعليق


ذات صلة

السبت 14 ايلول 2024
مركز براثا للدراسات والبحوث هو مركز بحثي مستقل غير ربحي، مركزه في بيروت.
جميع الحقوق محفوظة © 2023, مركز براثا للدراسات والبحوث