بما يعني أنَّ فعلَ «التدبيرِ» ليس حالةً تخمينيّةً أو ظاهرةً ظنيّةً أو فعلاً اتكاليّاً، بل هو –انطلاقاً مِن المسؤوليّةِ وقيمةِ العيشِ في ظلِّ قيمِ الله تعالى- فنٌّ محسوبٌ، وسلوكٌ مضبوطٌ، وأنظمةٌ إداريّةٌ فعّالةٌ ومنتجةٌ، تُعطي الخيرَ والازدهارَ للفردِ والمجتمعِ المسلم.مِن هنا يأتي كتابُنا هذا ليبحثَ في مختلفِ مجالاتِ جوانبِ العيشِ التدبيريِّ للإنسانِ والمجتمعِ والدولةِ الإسلاميّةِ، بحيثُ ينطلقُ ابتداءً مِن مستوى تدبُّرِ اقتصادِ الفردِ ثمَّ الأسرةِ وصولاً لتدبُّرِ اقتصادِ المجتمعِ والدّولةِ ككلٍّ، والفكرةُ فيه تتحركُ مِن حقيقةِ أنَّ الإسلامَ دينٌ وسطيٌّ ينظرُ إلى فعلِ الإنسانِ وكسبِه الحياتيِّ الخاصِّ والعامِّ في الدنيا كأساسٍ وقاعدةٍ لحصدِ النتائجِ الطيّبةِ في آخرتِه، فالدنيا هي مزرعةُ الآخرةِ، بما يعني أنَّ هناك مسؤوليّةً جسيمةً وأمانةً كبيرةً ملقاةً على كاهلِ الفردِ المسلمِ (والمجتمعِ المسلمِ) في ضرورةِ تحصيلِ كلِّ ما يتعلّقُ بشؤونِ عيشِه وبرامجِ كسبِه وطرائقِ تدبيرِه لتأمينِ وجودِه الماديِّ، انطلاقاً مِن إيمانِه باللهِ تعالى، وما يترتّبُ على إيمانه هذا مِن التزاماتٍ وضوابطَ ومحدّداتٍ شرعيّةٍ وأخلاقيّةٍ وقيميّةٍ إسلاميّةٍ معروفةٍ ترتكزُ على فكرةِ وقيمةِ «الحلال».
اضافةتعليق