جادل الاستشراق الجديد، في مصداقية الأطروحة المهدوية، تمامًا كما فعل الاستشراق التقليدي، وذهب إلى اعتبارها مجرد أسطورةٍ واردةٍ من الديانات القديمة، تم استخدامها لتكون تعبيرًا عن أزماتٍ سياسيةٍ واجتماعيةٍ عاشها الشيعة بشكل خاص بسبب ما تعرضوا من اضطهاد. فهي بالنسبة إليه مجرد آليةٍ للحفاظ على توازن المجتمعات في أوقات المحن، وهي أيضًا ذات عمق اجتماعيٍّ وثقافيٍّ مغمس بالأمل والانتظار في المجتمعات التي تعاني الاستبداد والظلم.
وقد عكس هذا الموقف الاستشراقي، في عمقه المسكوت عنه، رُهابًا حقيقيًّا يتعلق بمستقبل الغرب الحضاري بعد أن اطَّلع المستشرقون على البشارات الكثيرة التي أطلقتها النصوص القرآنية والنبوية بخصوص مستقبل الإسلام والمؤمنين به. من الطبيعي أن يُنكر المستشرقون الأطروحة المهدوية ويطلقوا في شأنها ما شاءوا من الأوصاف. ومن الضروري أن تكون هناك وقفاتٌ نقديَّة لهذا الإنكار.
اضافةتعليق