النَّبيُّ والْكِتابُ في الرُّؤيَةِ الاِسْتِشْراقيَّة

شارك الموضوع :

استخدمَ المستشرقون مناهجَ عدّةً تاريخانية وفيلولوجية ونقدية ومُقارِنة وسياسوية في قراءة الإسلام. وجعلوها تتحرَّكُ في اتِّجاه تَثبيتِ مُسبَّقاتِهم الدِّينية والأيديولوجية. تمَّ استخدامُ تلكَ المَناهج لتكونَ أدواتٍ لتَثبيتِ قناعاتٍ ذاتيّةٍ مُتشكِّلةٍ، ونَفي النُّبوة وإنكار الوَحي واعتبار القرآن مُجرَّد اقتباساتٍ من الأديان السّابقة، دون أن تكونَ هناك أدلّةٌ وبراهين.

وطغيانُ العاملِ الذّاتيِّ، في قراءة الإسلام لدى عموم المستشرقينَ، لا يتعلَّقُ فقط بالأبعاد الدِّينيّةِ والأيديولوجيّة، بل يمتدُّ ليَشمل البعدَ السِّياسيَّ، حيث ظهرَ الاستشراقُ في "عصر التَّنوير الأوروبي"، وفي فورة الحركة الاستعمارية، التي كانَت تَستهدِفُ العالَمَ الإسلاميَّ، فكانَتِ الدِّراساتُ الاستشراقيّةُ تُمثِّل القوّةَ النّاعمةَ التي استُخدِمَت في زحزحةِ القناعاتِ الدِّينية لدى المسلمين، وإدخالِ ثقافةٍ مختلفة إلى عقولهم حتى يَسهل انقيادُهم. وما يَحتاجُه المُثقَّفُ العربيُّ والمُسلِمُ هو الوَعيُ بهذه الغايات الاستراتيجيّة لحركةِ الاستشراق.


اضافةتعليق


ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2023, مركز براثا للدراسات والبحوث