لَطالما شكَّلَت قضيّةُ المُخلِّص الأُمميِّ تَجلِّيًا لفِطرةٍ تَتوق إلى الوصول لذلك اليوم الذي سوف تتخلَّص فيه البشريّةُ المُتعَبة من شَقائها وآلامها، عبر إنشاء دولةٍ عادلةٍ، بما لَها من خصائص العَدل ومعالمِه.
إنَّ إرهاصات هذه الحكومة، وإن كان بعضُها سلبيًّا ناتجًا عن التَّزاحماتِ في الواقع الإنسانيِّ، إلّا أنَّ كثيراً من الإرهاصات الإيجابيّة يَبقى على المؤمنين واجبُ تَحقيقها، عبرَ البَصيرة والعِلم، وجهاد التَّبيين والتَّبصير، والتَّرويج لفكرة الانتظار العالَميِّ المُوجَّه والحضاريِّ، المُرتكِز على سُنن الحركة المَهدويّة، والمُستنِد إلى مبادئ عامّة، كمبدأ الاستِخلاف والتَّمكين والحَتميّة التَّاريخيّة، ومبادئ خاصّة، تتمثَّل في الرُّجوع إلى كتاب الله والسُّنّةِ المُطهَّرة، بحيث تكون هذه الدَّولةُ النَّموذجَ الأرقى للحياة الطيِّبة.
اضافةتعليق