عرفَت الدولة الوطنيّة في المنطقة العربيّة، أزمةً بنيويّة، منذ حصولها على الاستقلال؛ بسبب آليّات ما بعد الاستعمار، التي فرضَتها القوى الاستعماريّة نفسها قبل انسحابها، فغيَّرَت أدوات السيطرة، ولكنّها لم تغيّر الأهداف، فاستمرَّت الهيمنة على مقدّرات هذه الشعوب، وتمّ عرقلتها أمام محاولات تطوير ذاتها والاستفادة من مواردها. تطرح هذه الورقة ظروف نشأة الدولة الوطنيّة الحديثة، وتأثير آليّات ما بعد الاستعمار على النمط التنظيميّ الحاليّ للدولة، وتناقش أسباب الإخفاقات المتكرّرة والمزمنة في البرامج الإصلاحيّة الاقتصاديّة والاجتماعيّة؛ بسبب آليّات التفكُّك الداخليّ الذاتيّ، وآليّات خلق الصراعات، واستغلال الثغرات، وفَرضِ الخيارات السياسيّة التي تخدم مصالح الغرب على حساب الشعوب المستضعفة؛ لجعل دُوَلها تابعة.
اضافةتعليق