في زمنٍ تتسلَّلُ فيه السُّخريّةُ من الرُّموز الدِّينيّةِ إلى كلِّ شاشةٍ وصَفحةٍ ومَشهد، يُقدِّمُ هذا الكتابُ قراءةً قرآنيّةً عَميقةً لظاهرةِ الاستهزاءِ، تتجاوزُ ردَّ الفِعلِ العاطفيّ إلى تفكيكِ البنيةِ النَّفسيّةِ والرَّمزيّةِ والثَّقافيّةِ لهذا الخطابِ التَّهكُّميّ، قديمًا وحديثًا.
بين سُخريّةِ الجاهليّةِ، التي واجهَتِ الأنبياءَ، ومَوجاتِ التَّهكُّم المُمنهَجِ في الإعلامِ الحَديث ومواقعِ التَّواصلِ، يَرسمُ الكتابُ خارطةَ المُواجهةِ كما يَكشِفُها النصُّ القرآنيُّ: من حكمةِ الرَّدّ، إلى عُمقِ الرَّمز، إلى استعادةِ قداسةِ المَعنى.
هذا ليسَ كتابًا عن الغضبِ والانفِعالِ، وإنَّما هو كتابٌ عن المَعنى الذي يُهانُ باسمِ الضَّحكِ، والرُّموزِ التي تُفرَّغَ من رمزيّتِها باسمِ الحريّةِ، والقَداسةِ التي تتآكلُ تحتَ ضَغطِ التَّهكُّم اليَوميّ.
إنَّه دعوةٌ لإعادةِ بناءِ الحسِّ الرَّمزيّ، وتَحصينِ الوَعي، واستعادةِ العَلاقةِ معَ المُقدَّسِ كما أرادَها القرآنُ: ثابتةً، مُتجاوزةً، عَصِيّةً على الابتذالِ.
اضافةتعليق