تُعدُّ مَسألَةُ الإِمَامَةِ مِن أَهم المَباحثِ الفكرية والعَقَدِيَّةِ التي تم تَناوَلُها في تاريخِ الفكرِ الإسلامي، ومنذُ بدايات الدعوة الإسلاميَّة، كانت الفكرةُ مثارَ جدلٍ وأخذ ورد بين المسلمين.
في هذا الكتابِ، حاولنا تقديمَ طرحٍ فكريّ تاريخيّ عن الإمامةِ، وتناولنا أسبابَ الخلافِ التَّاريخِيّ حولها، والذي لا يعود لأسبابٍ سياسيَّةٍ محضة، مع أنَّ الاتفاقَ حولها في معنى الحُكمِ السياسيّ قائمٌ لدى الفريقين؛ وإنَّما جاء الخلافُ في مُقتضياتِ التعيين والتنصيب.
كما قُمنا بتأصيلِ معناها في البُعد القرآني والروائي، من حيثُ إنَّها استمرارٌ وامتدادٌ للنُّبوةِ في أهدافها وتطلعاتها وقِيمِها، ومتابعةِ مسؤوليَّاتها –في كل الأزمان- التي أناطها بها الوحي وتعاليم السماء، بحيث إنَّ الضرورةَ والحكمةَ واللطفَ الإلهي تقتضي كلها أنْ لا يخلو عصرٌ ولا زمانٌ من إمامٍ مُفترَضِ الطاعة، منَصَّب ومعين من الله عز وجل. فلكل قومٍ نبيٌّ وإمامٌ، وإنَّما لا وحي بعد النبوة. يقول تعالى: ﴿... إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾]الرعد: 7[.والأرض لا تبقَى من دونِ إمامٍ إلى أن يرث الله الأرض وما عليها ومن عليها.
اضافةتعليق